طرق السحر : طريقة الإقسام
وتعتمد هذه الطريقة على دخول الساحر إلى غرفة مظلمة وإطلاق نوع معين من البخور ، ثم البدء في تلاوة العزيمة الشركية ، وهي عبارة عن طلاسم تحتوي على إقسام الجن بسيدهم ، وسؤالهم بعظيمهم ، كما تتضمن أنواعا أخرى من الشرك كتعظيم الجن والاستغاثة بهم وغير ذلك من أمور شركية أو كفرية
وحال الانتهاء من تلك العزيمة الكفرية يظهر للساحر حيوان أو طائر أو مسخ ونحو ذلك من أشكال أخرى ، وقد يسمع الساحر صوتا دون رؤية أي شيء يذكر ، وفي هذه الحالة يقوم الساحر بإعطاء أوامره للشيطان لتنفيذ ما يريد
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - :( وبهذا يجيبون المعزم والراقي بأسمائهم وأسماء ملوكهم ، فإنه يقسم عليهم بأسماء من يعظمونه ، فيحصل لهم بذلك من الرئاسة والشرف على الإنس ما يحملهم على أن يعطوهم بعض سؤلهم ، لا سيما وهم يعلمون أن الإنس أشرف منهم وأعظم قدرا ، فإذا خضعت الإنس لهم واستعاذت بهم كان بمنزلة أكابر الناس إذا خضع لأصاغرهم ليقضي له حاجته ) 0( البيان المبين في أخبار الجن والشياطين - ص 58 )
قال الكشناوي :(سحر يقوم على عمل أشياء مناسبة للغرض المطلوب ، مضافة إلى رقية ، ودخنة بعزيمة نافذة في وقت مختار وتلك الأشياء تارة تكون تماثيل كالطلسمات ، وتارة تصاوير ونقوشا ، وتارة عقدا تعقد وينفث عليها ، وتارة كتبا تكتب وتدفن في الأرض ، أو تطرح في الماء ، أو تعلق في الهواء ، أو تحرق بالنار ، وتلك الرقية التي يرقى بها ، فيها تضرع للكواكب الفاعلة للغرض المطلوب 0 على زعمهم ) 0 ( الدر المنظوم وخلاصة السر المكتوم في السحر والطلاسم والنجوم - 1 / 27 )
قال الحافظ ابن العربي المالكي في تعريف السحر :( أنه كلام مؤلف يعظم فيه غير الله تعالى ، وتنسب إليه الأفعال والمقادير ، الكائنات بخلق الله عند قول الساحر ، وفعله في المسحور ، ما شاء من أمره حسب ما جرت العادة به ) ( عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي - 6 / 246 - 247 )
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – عن حقيقة السحر فأجاب : ( نعم له حقيقة وحقيقته أن السحرة يعبدون الشياطين ويطيعونهم وهم يساعدونهم على ما يريدون والله تعالى قد أعطى الشياطين من القدرة ما يزاولون به أعمالا غريبة ) 0( المسلمون 54 – فتاوى العلاج بالقرآن والسنة – ص 56 ) 0 قال الأستاذ مصطفى عاشور :( وإذا فسدت نفس الإنسان أو مزاجه ، فإنه يشتهي ما يضره ويلتذ به ويعشقه 0 والشيطان ذو النفس الخبيثة إذا تقرب إليه صاحب العزائم والأقسام وكتب الروحانيات السحرية ، بما يحبه من الكفر والشرك ، صار ذلك كالرشوة له ؛ فيقضي له بعض أغراضه ) 0( عالم الجن أسراره وخفاياه – ص 75 )
تعليقات
إرسال تعليق