طرق السحر: طريقة التنجيم

طريقة التنجيم

وتقوم هذه الطريقة على ترصد الساحر لظهور نجم محدد يخاطب بعزائم وطلاسم تحتوي على الكفر والشرك والإلحاد ومن ثم القيام بحركات معينة بقصد استنزال روحانية هذا النجم ، وحقيقة الأمر أن ذلك يعتبر عبادة لهذا النجم من دون الله ، وعند ذلك تستنزل تلك الأرواح الخبيثة لتلبية وتنفيذ أوامر الساحر وتحقيق رغباته وحاجاته ، ويظن هذا الفاجر بأن الأمر يتعلق بالنجم وأنه من ساعد على تحقيق ذلك الأمر

قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - :( والمقصود أن أهل الضلال والبدع الذين فيهم زهد وعبادة على غير الوجه الشرعي ، ولهم أحيانا مكاشفات ولهم تأثيرات ، يأوون كثيرا إلى مواضع الشياطين التي نهي عن الصلاة فيها ، لأن الشياطين تستنزل عليهم بها ، وتخاطبهم الشياطين ببعض الأمور ، كما تخاطب الكهان ، وكما كانت تدخل في الأصنام وتكلم عابدي الأصنام ، وتعينهم في بعض المطالب كما تعين السحرة ، وكما تعين عباد الأصنام ، وعباد الشمس ، والقمر ، والكواكب ، إذا عبدوها بالعبادات التي يظنون أنها تناسبها ، من تسبيح لها ولباس ، وبخور وغير ذلك ، فإنه قد تنزل عليهم شياطين يسمونها روحانية الكوكب ، وقد تقضي بعض حوائجهم إما قتل بعض أعدائهم أو إمراضه ، وإما جلب بعض من يهوونه ، وأما إحضار بعض المال ، ولكن الضرر الذي يحصل لهم بذلك أعظم من النفع ، بل يكون أضعاف أضعاف النفع ) ( البيان المبين في أخبار الجن والشياطين - ص 67 )

قال الغزالي :( عرف السحر بأنه نوع يستفاد من العلم بخواص الجواهر وبأمور حسابية في مطالع النجوم ، فيتخذ من تلك الجواهر هيكلا على صورة الشخص المسحور ، ويرصد به وقتا مخصوصا من المطالع ، وتقرن به كلمات يتلفظ بها من الكفر والفحش المخالف للشرع ، ويتوصل بسببها إلى الاستعانة بالشياطين ، وتحصل من مجموع ذلك بحكم إجراء الله تعالى العادة أحوال غريبة في الشخص المسحور ) 0 ( احياء علوم الدين - 1 / 29 ) وقال الكشناوي :( سحر يقوم على تسخير روحانية الكواكب ، والأفلاك ، واستنزال قواها بالوقوف لها والتضرع إليها ، لاعتقادهم أن هذه الآثار إنما تصدر عن روحانية الأفلاك والكواكب لا عن أجرامها ) 0 ( الدر المنظوم - 1 / 29 )

يقول الدكتور عبدالسلام السكري المدرس بكلية الشريعة والقانون بدمنهور : ( وهذا النوع من السحر وبهذا النمط الخطر يستلزم من فاعله غاية الحيطة والحذر خاصة عند استخدام الحروف والأرقام المعينة والتي أدت إلى ظهور الاختراعات المفيدة ، لأنه بدون الأرقام وما فيها من سر خاص لا يمكن لعالم الطبيعة أو الكيمياء التوصل إلى أي من الاختراعات التي نراها ونشاهدها ، وإلا أتت وبلا شك بضرر كبير يعود على مستخدمها ) 0 ( السحر بين الحقيقة والوهم في التصور الإسلامي – ص 115 )

يقول الأستاذ إبراهيم الجمل : ( إن السحر الذي تستخدم فيه الكواكب وسائر الأجرام السماوية هو سحر يستعان فيه بقوة الحروف الهجائية والأعداد وخواصها فضلاً عن تلك الأجرام السماوية وذبذبتها ، وهذا النوع هو أصعب أنواع السحر ، ونحمد الله نعالى أن ذلك النوع لا يُقدِمُ عليه الآن ساحر لأنه يتطلب منه معرفة كبيرة صحيحة بكل ما يتصل بالكواكب واقترانها وصعودها وهبوطها وأمزجتها وطبائعها ومقارنة كل هذا بالحروف والأعداد التي يستعملها وقيمة كل منها وغير ذلك مما يحتاج إلى معادلات جبرية ، ومعرفة المجاميع والتوفيق وحسابات هندسية وفلكية يستحيل أن يلم بها أي ساحر ، لأن كل السحرة الآن جهلاء ليس في وسعهم ذلك غالباً ) 0 ( السحر دراسة في ظلال القصص القرآني والسيرة النبوية – ص 51 – 52 )

تعليقات

الفيديو

أهم الأخبار هذا الأسبوع

المشاركات الشائعة من هذه المدونة